على حافه الانهياررر.....

وأنا داخل إلى دكان عام وإذا بي أرى طفلا لا يتجاوز عمره الثماني سنين، ذاهب ليشتري علبة دخّان, لا ادري إن كانت له أو لأبيه أو لمن ولكن لا استبعد أبدًا أ!.ن تكون له

انّه لمن المؤسف حقا أن يصبح التدخين موضة العصر تتّبعها كل الأجيال,انّي لأشفق عليهم أولئك الذين يحملون "السيجارة" ويأخذون بالتنفيث , وكأنّ دخانها سيزيل عنهم هموم الحياة ومتاعبها, أو سيمحو ذاكرتهم المثقلة بالدموع , ويجعلهم يسترخون ناسيين أو متناسيين كل ما حولهم, حقًا انه لمنطق غريب يتّبعه أولئك الذين يؤمنون انّ الدخّان يريح أعصابهم وأجسادهم ولا ينتبهون انّه يبعدهم يومًا بعد يوم عن الحياة, ويجعل الموت قريبًا منهم , ولكن لماذا أصبحت السيجارة عادة كفرض الصلاة؟ لماذا يحملونها بكل ثقة بالنفس رغم كل الأضرار التي تلحق بهم من وراءها؟ باختصار, لماذا يدخّن المدخّن خاصة الطلاب؟.
وأعتقد أنّ بداية التدخين تكون الفضول ثمّ المتعة ثمّ التعلق فالإدمان.
كل منا يتجسّد داخله شيء يسمى الرغبة أو الفضول وحب الاستطلاع, فلنفترض انّك وجدت صندوقًا مغلقًا ألا تشعر أنّ هناك شيء ما يدفعك لتفتحه وترى ما في داخله؟ , انّ الذي يجذبك ويشدك نحو الصندوق هو ذاك الفضول, وكذلك عند المدخنين فالطالب يرى الذين حوله يدخنون فيرغب في أن يتعرف على ذاك الشيء الذي بين يديهم , تتبادر الأسئلة في ذهن الطالب ويبدأ بالتفكير بالدخّان, فيشتعل الفضول بداخله حتى يجرّب "سيجارة " واحدة , ثمّ يشعر بشيء ما بداخله يدفعه ليجرب الثانية والثالثة , حتى يجد بالتدخين متعة ما تجعله يدخّن بشكل مستمر, فيبدأ بالتعلّق بالدخّان حتى يصبح يدخّن من علبة إلى ثلاثة علب كل يوم ومن هنا يبدأ الإدمان, بالطبع كل هذه المراحل تحتاج وقت ولا تحدث بسهولة كما ذكرتها.
ولكن إذا كلّما نادانا الفضول لبّينا طلبه واستجبنا له سوف لن نحيا بسعادة, أين الإرادة إذن من كل هذا؟ أين الحدود والممنوع والمحرّم؟ إذا تركنا الحرية لرغباتنا وفضولنا ماذا سيحل بنا إذن؟.
من هنا يبدأ الخطأ, يجب ألا نستسلم لرغباتنا , يجب أن يكون لعقلنا حق الاختيار , أن نفكّر بالأسباب والنتائج والأضرار والعواقب قبل اتخاذ أي قرار , ولا نقلّد تقليد أعمى لمجرد أننا نريد أن نصبح مثل هذا وذاك , وعلينا ان نعلم إن قلّدنا من هم على خطأ يجب علينا أن نتحمل نتائج ما فعلناه , نحن الذين سنخسر صحتنا , وسنرمي وقتنا في سلة المهملات, ونحطّم أحلامنا وأهدافنا, عند خسارتنا لصحتنا فسنخسر الوقت الذي بين أيدينا , عندما نخسر صحتنا كيف لنا أن نمارس أعمالنا الطبيعية , سوف لن نستطيع تحقيق أحلامنا وصحتنا بعيدة عنا , لمَ حياتنا اذًا؟ لماذا نرهق أنفسنا وما من معنى لحياتنا؟, فاعلم أن الحياة بلا صحة لا تسمى حياة!.
احيانًا يكون الفضول هو السبب, واحيانًا يكون السبب هو التأثير من البيئة أي تقليد الآخرين, واحيانًا أخرى يكون الإحساس بالبلوغ والمسؤولية, للأسف انّ هذا التفكير الخاطىء منتشر بين الكبار والصغار وهو أنّ الدخّان يضيف بعضًا من الرجولة, وكأنّ الشخص عندما يدخّن ستزداد رجولته , أو كأنّ شيئًا ما يُضاف إلى ملامح وجهه ليضفي اليه الكبر والبلوغ.
يا لهذا التفكير السطحي والمتخلّف الذي يفكّر به شباب اليوم, ولمَ لا تكون الثقافة هي التي توحي بالنضوج والبلوغ وليس مجرد "سيجارة"؟ لمَ لا يكون الشرف والشهامة هما اللذان يحددان النضوج؟.
تبًا لهذا التفكير الخالي من أي نضوج فكري!.
أتساءل دائما, لماذا الشيء السيئ ينتشر بسرعة؟ بالمقابل فانّ الشيء الجيد لا يجدونه الناس إلا عندما يختفي, هذا إذا وجدوه أصلا!.
ماذا لو كانت علبة الدخان كتابًا, اسأل نفسي فعلا هل سينتشر بنفس السرعة التي انتشر بها الدخّان؟ بالطبع لا.
بالرغم من أنّ للكتاب فوائد كبرى وللدخّان أضرار عدة, على قول الآية الكريمة:" أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير", ماذا لو فكّر كل شخص للحظات فقط ماذا سيحل به بالمستقبل وماذا سيفعل به ذاك السم القاتل, ماذا سيفترس من جسده ومن صحته, والمشكلة انه ليس وحده المتضرر بل كل من حوله كذلك, كبار, صغار, مسنين, أطفال, كلهم سالكين طريقا واحدة ألا وهي طريق الموت, إن أنت لا تهمك صحتك ألا تهمك صحة أطفالك ؟ ألا تهمك حياتهم؟!,حيث اثبتت الدراسات ان:1500 شخص يموتون سنويا في اسرائيل نتيجة تعرضهم للتدخين غير المباشر الذي يسبب الاصابة بامراض كسرطان الرئة,سرطان الحلق,سرطان البلعوم,سرطان الكلى, سرطان البنكرياس,سرطان الامعاء الغليظة,بالاضافة الى امراض القلب والسكتة الدماغية والموت المفاجىء وغير ذلك, واثبتت الدراسات ايضا ان:10,000 شخص يموتون في اسرائيل سنويا نتيجة لاضرار التدخين, ومن الجدير بالذكر ان عدد حالات الوفاة الناجم عن هذا المسبب يفوق ذلك العدد الناجم عن حوادث السير او العمليات العدائية او الايدز, فهذا بالطبع مؤشر لينبهنا اهمية طرح ظاهرة التدخين اكثر من اي قضية او ظاهرة اخرى.
وبالنهاية أود أن أقول لكم أنّ الصحة لا تعوض, فمن لا يملك الصحة لا يملك السعادة, إن أنت الآن بصحة جيدة ربما لن تكون كذلك بعد سنوات, حافظ على صحتك فهي لك أنت لا لأعدائك!.

يسسلمووووووووووووووووووو
موضيع في قمة الروعة يا احلى مشرف

واااااااااااااااااااااااااااااااااااااو

سلمت اناملك بارك الله فيك

مجهووووود روووعه تشكرااات

يااا عسل الى الامااام alien