الطاغيه الأرجنتيني دييغو مارادونا
سيبقى ديبغو مارادونا الذى ولد فى 30 "تشرين الأول " أكتوبر 1960 علامة بارزة فى تاريخ الرياضة العالمية وذلك لأسباب أخرى ومتنوعة بجانب فنه وموهبته التى لم يضاهيها فيها أحد . مثل إدمانه للمخدرات ومباراته الطويلة معها والتى انتهت بشكل مفجع حيث حرم جميع عشاق كرة القدم على مستوى العالم من فن واحد من أبرز من لعب الكرة وكان بكاء مارادونا عندما عرف أنه لم يعد قادرا على فعل شىء بسبب هذا الداء اللعين دليلا واضحا على الجرم الكبير الذى ارتكبه هذا اللاعب الفنان فى حق نفسه وحق جماهيره . ومر مارادونا الذي اختير رياضي القرن في الارجنتين اخيرا، في علاقاته مع بطولات كأس العالم بشتى المراحل حلوها ومرها على مدى 16 عاما. وبدأت علاقة الولد الذهبي للكرة الارجنتينية بالمونديال بخيبة امل عندما تجاهله المدرب سيزار لويس مينوتي لدى اختيار تشكيلته الرسمية لمونديال وقال مارادونا بعد استبعاده: "انه اليوم الاكثر تعاسة في حياتي، عندما اعلمني مينوتي بانه اختار لاعبا اخر مكاني عدت الى غرفتي واجهشت بالبكاء".وتابع مارادونا مباريات منتخب بلاده على شاشة التلفزيون وشاهد دانيال باساريللا قائد المنتخب وماريو كمبس هداف البطولة يقودان الارجنتين الى احراز لقبها الثاني وسط فرحة هستيرية في الشوارع الارجنتينية ثم شارك في مونديال اسبانيا 82 للمرة الاولى وكانت فرصة له للتعويض عما فاته في كأس العالم السابقة. ولما كانت الارجنتين حاملة اللقب، سلطت الانظار عليها ونال مارادونا قسطا من الاضواء وخصوصا انه كان وقع عقدا للانتقال الى برشلونة العريق. وعلى الرغم من تسجيله هدفين، فان حادثة طرده في المباراة ضد البرازيل ستظل عالقة في الاذهان وبلغ مارادونا الذروة فى عام 86 في مكسيكو عندما قاد منتخب بلاده الى اللقب الثاني. ويمكن اطلاق اسم مونديال مارادونا على كأس العالم 86 لان النجم الارجنتيني طبع المسابقة بطابعه الخاص وكان عزفه المنفرد مفتاح الفوز لمنتخب بلاده بلقب ثان. ومنذ المباراة الاولى التي لعبتها الارجنتين ضد كوريا الجنوبية بدا واضحا تصميم الاميركيين الجنوبيين على احراز الكأس وقد أسهم مارادونا في ثلاث تمريرات جاءت منها اهداف منتخب بلاده في مرمى المنتخب الاسيوي. ثم افتتح مارادونا رصيده من الاهداف بهدف ولا اروع في مرمى ايطاليا وقد خرج المنتخبان متعادلين 1-1 وفرض مارادونا نفسه ايضا في المباراة ضد بلغاريا (2-صفر) ومرر كرة حاسمة الى زميله بورتشاغا. واسهم ايضا في الفوز على الاوروغواي 1-صفر في الدور الثاني لكنه ادخر افضل ما لديه للادوار التالية. وكانت المباراة ضد انكلترا مشهودة لانها اتخذت طابعا سياسيا من جراء حرب المالوين بين الدولتين وقد سبقتها حرب كلامية بين المعسكرين. وانتهى الشوط الاول بالتعادل السلبي، وفي مطلع الشوط الثاني سجل مارادونا هدفا بيده في مرمى الحارسي بيتر شيلتون فاحتج الانكليزي طويلا لكن الحكم التونسي علي بن ناصر لم يكترث واصر على احتساب الهدف. واعترف مارادونا بعد المباراة بانه استعمل يده للتسجيل معتبرا انها "يد الله" بحسب قوله. وبعد اربع دقائق سجل مارادونا اجمل هدف في تاريخ كؤوس العالم اذ قام بمراوغة ستة لاعبين انكليز ثم الحارس قبل ان يودعها في شباكه وتقابلت الارجنتين مع بلجيكا في نصف النهائي وقد وقف دفاع الاخيرة عاجزا عن وقف العبقري الارجنتينى الذي سجل هدفين في منتهى الروعة من مجهودين فرديين فاتحا الطريق امام منتخب بلاده لخوض المباراة النهائية. وفرضت رقابة لصيقة على مارادونا في المباراة النهائية وتقدم منتخب بلاده 2-صفر ثم ادرك المنتخب الالماني التعادل 2-2 قبل النهاية بنحو 13 دقيقة، ولان مارادونا كانت له اليد في معظم اهداف منتخب بلاده فانه مرر كرة امامية الى بوروشاغا الذي انفرد بالحارس الالماني وسجل هدف الفوز 3-2.